أضرار عملية قص المعدة
زادت معدلات الإصابة بالسمنة بشكل واضح في الآونة الأخيرة حتى أُطلِقَ عليها “مرض العصر”. ولم يرجِع ذلك إلى انتشار العادات الغذائية الخاطئة فحسب، بل تُعَد العادات الحياتية أيضًا عاملًا أساسيًّا للإصابة بها والتي تتمثل في قلة الحركة وعدم الاهتمام بممارسة الأنشطة الرياضية بشكل عام. ونظرًا لتجاوز خطورة السمنة الجانب الجمالي، وارتباطها بالإصابة بالكثير من الأمراض الصحية والنفسية، فقد سعى الأطباء إلى توفير الكثير من الحلول العملية التي تُساعد على علاجها بفاعلية، ومن بين تلك الحلول جراحات السمنة التي تُعَد عملية قص المعدة أشهرها. إلا أنه من الضروري قبل إجرائها التعرف على أضرار عملية قص المعدة ومميزاتها وما يلزمها من إجراءات.
عملية قص المعدة
عملية قص أو تدبيس المعدة هي أحد الخيارات العلاجية المتاحة للتخلص من السمنة المفرطة، عن طريق قص جزء من المعدة ثم تدبيسها، وذلك بهدف تصغير حجم المعدة، فلا تستطيع استيعاب نفس كميات الطعام التي كانت تستوعبها من قبل، وهو ما يؤدي بالضرورة إلى فقد الوزن الزائد.
إجراءات عملية قص المعدة
تحتاج عملية قص المعدة إلى الإجراءات التالية
- يفحص الطبيب المريض جيدًا ويتأكد من عدم إصابته بأمراض مزمنة، أو أن تلك الأمراض ما زالت تحت السيطرة، إلى جانب إجراء بعض التحاليل للاطمئنان إلى عدم وجود سيولة في الدم أو أنيميا أو غير ذلك.
- يُخبر المريض طبيبه عن أي أدوية يأخذها أو أي مادة يتحسس منها.
- يمتنع المريض عن تناول الطعام لمدة 24 ساعة وعن شرب السوائل لمدة 12 ساعة قبل إجراء العملية.
- يخضع المريض للتخدير الكلي.
- تُجرى العملية إما جراحيًّا أو باستخدام المنظار، وتستغرق من ساعة إلى ساعة ونصف.
- يظل المريض في المستشفى يومًا كاملًا أو يومين بعد إجراء العملية، ويُمكنه بعد ذلك العودة إلى المنزل مع من يُرافقه.
- يلتزم المريض بالتعليمات فيما يخص الحركة والنظام الغذائي الذي سوف يعتمد على السوائل فقط لمدة عشرة أيام، ثم الطعام المهروس لمدة أسبوع، ثم الطعام العادي بكميات صغيرة، بالإضافة إلى تناول الفيتامينات.
مميزات عملية قص المعدة
تُفيد عملية قص المعدة الأفراد الذين يُعانون من السمنة المُفرطة، ولم تُجدِ معهم الأنظمة الغذائية ولا العلاجات الدوائية المُستخدمة للتخسيس. فقد وجدت الدراسات أن متوسط ما يفقده مرضى السمنة المفرطة بعد عام من إجراء هذه العملية حوالي 60% من وزن أجسامهم، مما يُعالج الكثير من المشكلات والأمراض المرتبطة بالسمنة، ويُحسن الحالة النفسية والمزاجية للمريض.
أضرار عملية قص المعدة
على الرغم من فاعليتها، إلا أن الأمر لا يخلو من الأضرار والمُضاعفات الخطيرة التي قد يتعرَّض لها البعض، ومن أهم أضرار عملية قص المعدة ما يلي:
- يُعاني معظم من يخضعون لعملية قص المعدة من القيء بعد إجرائها نتيجة ارتخاء عضلات المعدة بفعل التخدير، وهو ما قد يتحسن مع الوقت أو يزداد فيُعاني الشخص من الضعف والجفاف.
- كما يؤدي ضعف العضلة الفاصلة بين المعدة والمريء إلى تسرب العصارة المعدية إلى المريء أو ما يُعرف بارتجاع المريء، الذي يُسبب شعورًا بالحرقة والألم في الصدر.
- وفي بعض الأحيان لا يحكم الطبيب تدبيس المعدة بعد قصها، مما يؤدي إلى تسرب حمض المعدة إلى الأجهزة المُحيطة بها مُسببًا تآكلها.
- قد يؤدي قص المعدة أيضًا إلى شلل عضلات الجهاز الهضمي، ومن ثم توقف حركة الأمعاء.
- ولا شك أن احتمالية التعرض للنزف أثناء الجراحة أو بعدها مباشرةً من أهم المخاطر التي قد تودي بحياة المريض، إذا لم يتدخل الطبيب في الوقت المناسب بإيقاف النزف وتعويض الدم المفقود.