أعلام ومشاهيرإسلامياتالسيرة النبويةشخصيات إسلاميةمعلومات إسلامية

السيدة صفية زوجة الرسول

السيدة صفية زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، هي إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأرضاهن. كانت يهودية الأصل، إلا أنها أسلمت فَحَسُن إسلامها. جمعت في مميزاتها بين جمال الشكل ورجاحة العقل فكسبت قلوب الصادقين وأسكتت ألسنة الحاقدين، وكان لها منزلة خاصة في قلب سيد الخلق أجمعين.

 

من هي السيدة صفية زوجة الرسول

صفية بنت حيي بن أخطب، من ذرية النبي هارون عليه السلام. وأمها برة بنت سموأل من بني قُريظة. وُلِدت بيهود بني خيبر بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بثلاثة أعوام. ويروَى أن صفية قد رأت في المنام أن القمر قد وقع في حجرها، وقيل في رواية أخرى أنها رأت الشمس تنزل على صدرها. فلما قصَّت رؤيتها على أمها، صفعتها على وجهها صفعة قوية، تركت أثرًا عليه، ونهرتها قائلة: “إنك لتمدين عنقك لتكونين عند ملك العرب”. فقد فهمت الأم رؤيا ابنتها.

 

أسر السيدة صفية زوجة الرسول

عقب غزوة الخندق، وما اتضح فيها من مكر اليهود وإخلافهم للعهود، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لفتح مدينة خيبر في السنة السابعة من الهجرة، وقد كانت مدينة كبيرة معروفة بقلاعها وحصونها، إلا أن الرسول وجيشه قد وُفِّقوا في فتحها بفضل الله عز وجل وتوفيقه. فعادو بالغنائم والسبايا التي كانت صفية بنت حيي من بينهم هي وابنة عم لها.

حدث في هذه الأثناء الكثير من المواقف التي تجلت فيها رحمة رسول الله وإنسانيته في التعامل، ليس مع مؤيديه وأصحابه فحسب، بل مع أعدائه و سباياه؛ إذ رُويَ أن صفية وابنة عمها كانتا من السبايا، وقد كانتا مع بلال بن رباح، الذي أتى بهما من بين قتلى المعركة من اليهود. فما كان من المرأة التي مع صفية إلا أن أخذت تحث التراب على وجهها وتصيح حزنًا وألمًا على قتلاها. فلما رأى صلى الله عليه وسلم المشهد، نهر بلال قائلًا: “أنُزِعت الرحمة من قلبك حتى تمر بامرأتين على قتلاهما؟”.

 

زواج السيدة صفية من رسول الله

رأى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية ابنة السابعة عشر عامًا، فسألها عن سبب آثار الضرب على وجهها، فقصت عليه رؤيتها وما فعلته بها أمها. فواسى رسول الله ألمها، وبشرها بأن رؤياها تلك من عند الله عز وجل، وتوجه إليها قائلًا، “اختاري، فإن اخترتِ الإسلام أمسكتكِ لنفسي (أي تزوجتك)، وإن اخترتِ اليهودية فعسى أن أعتقك فتلحقي بقومك”، فقالت: “يا رسول الله، لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني…، فالله ورسوله أحب إليَّ من العتق وأن أرجع إلى قومي”، فأعتقها رسول الله، وجعل عتقها صداقًا لها.

وأثناء العودة من خيبر، وعلى بعد ستة أميال فقط منها، أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يُتم زواجه من صفية، فأبَت ذلك. أحزن رفضها رسول الله، إلا أنه بمجرد بلوغه الصهباء، نزل، فمشطتها أم سليم وعطرتها، حتى بدت في قمة حسنها وجمالها. وبعد أن دخل رسول الله عليها، سألها: “ما حملك على الامتناع عن النزول أولًا؟”، فقالت: “خشيتُ عليكَ من قُربِ اليهود.”، فزاد ذلك من مكانتها ومنزلتها عنده.

 

رجاحة عقل السيدة صفية

منذ قدوم السيدة صفية مع رسول الله، بدأت النساء تتهافتن على رؤيتها والتعرف عليها، بما فيهن زوجات الرسول الأخريات. ولم تسلم صفية من ألسنة النساء، فبدأن يتحدثن عن أصلها اليهودي. وعلى الرغم من حزنها لذلك إلا أنها كانت تتفهم غيرتهن ولا ترد لهن الإساءة إلا بإحسان، حتى أنها كانت تستشعر في بعض الأحيان غيرة السيدة عائشة والسيدة حفصة منها، نظرًا لأنهما أقرب زوجات الرسول إليها في السن، فكانت تُحضر لهما الهدايا حبًّا لهما، وحرصًا على مودتهما.

وعن وفاتها رضي الله عنها وأرضاها، يُقال أنها توفيت عام 50 هجرية، بعد أن أمضت أعوام حياتها متسلحة بخلق الإسلام النبيل، ومطبِّقة لكل ما تعلمته على يد رسول الله عليه الصلاة والسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى