قصة يأجوج ومأجوج
قصة يأجوج ومأجوج هي إحدى القصص التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وفي السنة النبوية المطهَّرة، باعتبارها واحدة من علامات الساعة الكبرى. فقد ورد إلينا عن زينب بنت جحش أن رسول الله صلى عليه وسلم، دخل عليها فزعًا يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتِح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلّق بإصبعه الإبهام والتي تليها. قالت زينب بنت جحش: يا رسول الله، أنهلَك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كَثُرَ الخبث.
قصة يأجوج ومأجوج
كان يوجد في قديم الزمان ملك يُدعى ذو القرنين، كان الله -سبحانه وتعالى- قد أعطاه من القوة والمال والحكم ما يجعله قادرًا على أن يحكم الدنيا بأسرها، فكان يأخذ جيشه ويتجه إلى شتى بقاع الأرض ليفتحها، ويدعو أهلها إلى عبادة الله عز وجل. حتى بلغ مكانًا بين سدين، فوجد فيه قومًا لا يفقهون حديثًا، يُعانون من السلب والنهب والقتل على يد قومين يُدعيان يأجوج ومأجوج، ولا يستطيع أحد من هؤلاء القوم التصدي لهما. فلما رأوا ذا القرنين، استنجدوا به، طالبين منه أن يبني بينهم وبين هذين القومين سدًا منيعًا يكفيهم شرورهم. فما كان منه إلا أن استجاب لهم، بانيًا سدًا منيعًا بين السدين، وقد اعتمد في بنائه على الحديد ثم صب عليه النحاس المنصهر، فأصبح السد أقوى من أن يُهدم أو يُنقَب.
من هم يأجوج ومأجوج
وصف النبي -صلى الله عليه وسلم- يأجوج ومأجوج بأنهما قومان من بني البشر، وقيل أنهما من نسل نافث بن نوح عليه السلام، وقد كان هذان القومان على قدر كبير من الفسق والفساد؛ إذ كانا يُخربان ويسرقان ويقتلان دون أن يستطيع أحد التصدي لهما أو مواجهتهما، نظرًا لقوتهما وشدة بطشهما.
خروج يأجوج ومأجوج
أخبرنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن هؤلاء القوم مازالوا حتى وقتنا هذا وراء السد، إلا أنهم يُحاولون كل يوم نقبه، حتى إذا بلغ بهم التعب يقول قائدهم: “غدًا نكمل ما نقبناه”، فيتركوا السد ليعودوا في اليوم التالي ليجدوه قد عاد كما كان. إلى أن يأتي اليوم الذي يقول فيه القائد: “غدًا نأتي لنكمل إن شاء الله”، فيعودون في اليوم التالي ليجدوا ما نقبوه ما زال كما هو، فيستكملوا عملهم حتى يخرجوا بأمر من الله، فيشربوا الماء، ويقتلوا الدواب والأشجار والبشر، ولا يتركوا أخضر ولا يابس إلا قضوا عليه. ويُعتبر خروجهم علامة من علامات الساعة الكبرى.
نهاية يأجوج ومأجوج
ذكرت لنا السنة النبوية أن نهاية يأجوج ومأجوج سوف تكون بعد نزول عيسى عليه السلام، ونجاحه في قتل المسيخ الدجال، حين يأمر الله -عز وجل- عيسى بالفرار ومن معه من المسلمين إلى منطقة الطور، ثم يشاء سبحانه وتعالى أن يُصاب يأجوج ومأجوج بالنغف، وهو عبارة عن ديدان تخرج من أنوفهم وخلف رؤوسهم فتقتلهم جميعًا، ثم يأمر الله السماء لتنزل مطرًا يُطهِّر ما خلفته جُثث هؤلاء الأشرار، وحينها ستنبت الأرض ويعم الخير ويسود الأمن والرخاء.