لماذا سمي الرسول بالأمي
الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم المرسلين، أرسله الله -سبحانه وتعالى- ليخرج الناس من ظلمات الجهل إلى نور الحق والسلام، وقد اصطفاه الله رسولًا عربيًّا أميًّا يعيش بين قومه ويتحدث بلسانهم.
لماذا سُمِّي الرسول بالأمي
يوجد رأيان حول تسمية رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- بالأمي، وهو الوصف الذي ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى في سورة الجمعة: (( هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ )) صدق الله العظيم. وفيما يلي توضيح لهذين الرأيين:
الرأي الأول: سُمِّيَ الرسول بالأمي نسبة إلى أم القرى
فقد تعددت التساؤلات حول سبب هذه التسمية، فجاءت بعض التفسيرات التي تُفيد بأنه -صلى الله عليه وسلم- سُمِّيَ كذلك نسبة لأم القُرى مكة المكرَمة، وليس للأمر عِلاقة بالأمية بمعناها المعروف من جهل بالقراءة أو الكتابة، وكان ذلك اعتقادًا من البعض أن أمية رسول الله قد تُثير بعض الشكوك في نفوس البعض من ضِعاف الإيمان، فحاولوا نفي هذه الصفة عنه وإيجاد مدلول آخر لها.
الرأي الثاني: سُمِّيَ الرسول بالأمي لأنه لا يقرأ ولا يكتب
وهذا هو الرأي الأرجح والأقرب إلى الصواب، وهناك العديد من الأدلة القرآنية التي تُثبِت ذلك الأمر وتُبين الحكمة من ذلك. فقد بعث الله رسوله الكريم أميًّا، أي لا يَقرَأ ولا يَكتب، ولو شاء الله -عز وجل- لأراد له أن يقرأ ويكتب منذ طفولته، ولكن ذلك كان لحكمةٍ من الله.
الحكمة من كون الرسول أميًّا
تتلخَّص الحكمة الربانية من كون الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- أميًّا في الآية الكريمة في سورة العنكبوت: قال تعالى: (( وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِه مِنْ كِتَاب وَلا تَخُطه بِيَمِينَك إذًا لَارْتَابَ المُبطِلُون )) صدق الله العظيم؛ أي أن الله -سبحانه وتعالى- اختار أن يكون رسوله أمي حتي يُبطل حجج المشككين في كون القرآن مُعجزة إلهية والمدَّعين أن الرسول هو من خطَّ ذلك الكتاب المُعجِز، وأنَّى له أن يفعل هذا وهو رسول أمي لم يسبق له القراءة ولا الكتابة؟، وإنما كل ما تلقاه من عِلم بعد ذلك ما هو إلَّا قَبَس ربانيّ من الله عز وجل، أنزله عليه على يد جبريل عليه السلام.