متلازمة القولون المتهيج
متلازمة القولون المتهيج أو متلازمة الأمعاء المتهيجة Irritable Bowel Syndrome أو كما تعرف عند عامة الناس القولون العصبي، هي اضطراب معوي وظيفي شائع جدًا، تصيب نحو 10-15% من عامة الناس، ولكن فقط 10% من هؤلاء المرضى يستشيرون أطبائهم بسبب الأعراض الهضمية.
متلازمة القولون المتهيج
تعد متلازمة القولون المتهيج السبب الأكثر شيوعًا للإحالة إلى طبيب اختصاصي بأمراض الجهاز الهضمي، إذ تشكل نحو 60% من مرضى العيادات الهضمية. وتُعد أيضًا سببًا مهمًا للتغيّب المتكرر عن العمل وسوء نوعية حياة المريض.
تصاب النساء الشابات 2-3 مرات أكثر من الرجال، وتوجد لدى 5-10% من المرضى تقريبًا قصة اعتداء فيزيائي أو جنسي بعمر الطفولة.
تتصف هذه المتلازمة بسيرها المزمن الذي يمتد لسنوات طويلة، ويسبب للمريض إزعاجًا وقلقًا دائمين.
يوجد تداخل واسع مع أمراض ومشكلات أخرى، مثل عسر الهضم غير التقرحي، ومتلازمة التعب المزمن، وعسر الطمث، وزيادة مرات التبول.
لا يوجد لدى معظم مرضى متلازمة القولون المتهيج المشاهدين في الممارسة العامة مشكلات نفسية، ولكن نحو 50% من المرضى المحوّلين إلى المشفى يلاحظ لديهم وجود ما يلي:
- القلق.
- الاكتئاب.
- الإجهاد والتعب.
- نوب الهلع والعصاب.
تغير الشدة النفسية الحادة والمرض النفسي الصريح الإدراك الحشوي والحركية المعدية المعوية، وتساهم هذه العوامل -مقترنةً مع سلوك مرضي شاذ- في إطلاق متلازمة القولون المتهيج، ولكنها لا تُعد مسببةً لها.
يوجد في متلازمة القولون المتهيج طيف من الاضطرابات الحركية بالأمعاء، تتراوح من الإسهال إلى الإمساك، ولكن ليس هناك نمط واحد واسم للتشخيص.
تترافق متلازمة القولون المتهيج مع تغيّر في تحرير 5-هيدروكسي تريبتامين5-HT، الذي يزداد في المرض مع سيطرة الإسهال، وينقص عند حدوث الإمساك.
تتطور متلازمة القولون المتهيج عند البعض بعد التهاب يصيب المعدة والأمعاء، وهي أكثر شيوعًا عند النساء الشابات ممّن لديهن خلفية اضطرابات نفسية.
يشاهد لدى بعض المرضى عدم تحمل لمكوّنات غذائية معيّنة خاصةً اللاكتوز والقمح، وقد تترافق المتلازمة مع الداء البطني «الداء الزلاقي».
أعراض متلازمة القولون المتهيج:
يشكو غالبًا المريض المصاب بهذه المتلازمة من واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
أولًا: الألم البطني القولنجي:
يعاني المريض من ألم بطني ماغص، يحدث في أي مكان بالبطن، لكن يتوضع عادةً في أسفل البطن «تحت السرة».
هذا الألم غالبًا ما يكون معاودًا، ويُحرّض بالتعرض للبرد والشدة النفسية وتناول بعض الأطعمة، وهو يخف قليلًا بعد التغوّط وإطلاق الغازات.
ثانيًا: اضطراب التغوّط:
غالبًا ما يكون على شكل إمساك مزمن معاود، وأحيانًا -وبشكل أقل- إسهال متكرر، ويتعاقب أيضًا حدوث الإمساك والإسهال عند المريض الواحد.
في الإمساك، يحدث التغوّط بتردد قليل وبشكل كرات صغيرة، ويترافق عادةً مع ألم بطني أو ألم مستقيمي.
في نمط الإسهال، يزداد تواتر التغوّط ولكن بأحجام صغيرة، ويحدث الإسهال عادةً في أوقات الصباح، ونادرًا ما توجد أعراض ليلية.
إضافةً إلى ذلك، قد يكون الإسهال مصحوبًا بمرور المخاط، ولكن لا يحدث نزف مستقيمي عند المريض.
ثالثًا: انتفاخ البطن والتطبل:
يزعج انتفاخ البطن المريض كثيرًا، وهو يسوء خلال النهار لسبب غير معروف، ولكنه غير ناتج عن زيادة الغازات المعوية.
تشخيص متلازمة القولون المتهيج:
يعتمد تشخيص المتلازمة على الأعراض السابقة والسير المزمن لها. تكون الحالة العامة للمريض جيدة عادةً، ولا يحدث هناك نقصٌ في الوزن.
لا يظهر الفحص السريري أي تبدلات مرضية على الرغم من شيوع وجود الانتفاخ البطني والألم عند جس بطن المريض.
تكون الاستقصاءات التشخيصية -مثل تنظير القولون- طبيعيةً عادةً، وقد يطلب المريض إجراء بعض الفحوصات الروتينية.
يجب أن يُجرى تنظير القولون عند المرض الأكبر عمرًا الذين لديهم نزف مستقيمي لنفي وجود سرطان القولون والمستقيم وأمراض الأمعاء الالتهابية.
العلاج:
– يعيش العديد من مرضى متلازمة القولون المتهيج هواجس القلق من تطور السرطان لديهم. يؤدي القلق إلى أعراض قولونية تتفاقم معها أعراض القلق،
لذلك، يجب تحطيم هذه الحلقة عن طريق شرح الحالة للمرض وتوضيح أن الأعراض التي يعانيها غير ناجمة عن مرض عضوي،
إنما نتيجة تبدل حركية الأمعاء، ولا يوجد هناك أي خطر على حياته.
– تجنب الإجهاد النفسي والبرد.- يجب تجنب بعض الأطعمة مثل البقوليات والتوابل والحليب وغيرها من الأطعمة التي يمكنها أن تحرّض الأعراض.
– يجب على المريض أن يأكل وجبات صغيرة دون الوصول إلى الشبع، ويجب أن يأكل ببطء ويمضغ الطعام جيدًا.
– قد يفيد إعطاء بعض الأدوية، مثل:
- مضادات التشنج القولونية، مثل سبازمافيرين، دوسبالين، ليبراكس.
- المهدئات النفسية، مثل الأميتريبتلين بجرعات منخفضة لعدة أشهر.
- الملينات الزيتية في حالات الإمساك.
- مضادات الإسهال.
– يحتفظ بالعلاج بالجلسات النفسية مثل العلاج السلوكي المعرفي، والاسترخاء، والعلاج بالتنويم الموجه للأمعاء للحالات الصعبة والمُعنّدة.
اقرأ أيضا: القولون العصبي عند الأطفال